ومنهم الناظم أنه لا يكون على* ثمانية أحرف ولا أكثر من ذلك ولم يعتدوا

بهذه الأحرف لأنها عندهم كالمنفصلة

ثم أخذ في بيان أبنية الأسماء ثلاثيها ورباعيها وخماسيها أعني

المجردة من الزوائد وابتدأ بالثلاثية فقال

وَغَيْرَ آخِرِ الثُّلَاثِي افْتَحْ وَضُمّْ ... وَاكْسِرْ، وَزِدْ تَسْكِينَ ثَانِيَهِ تَعُمّْ

وَفِعُلٌ أُهْمِلَ، وَالْعَكْسُ يَقِلّْ ... لِقَصْدِهِمْ تَخْصِيصَ فِعْلٍ بِ‍‍فُعِلْ

غير مفعول يطلبه ثلاثة الأفعال التي هي افتح وضم واكسر والعامل

فيه اكسر وهو الأخير فهو على المختار عند أهل البصرة ولو أعمل غير

الأخير لقال افتحْ وضُمَّه واكسره هذا إن قلنا إنه من باب الإعمال وإلا

فيمكن أن يكون مفعولا لافتح وغيره حذف معموله اختصارا والأصل

وضمه واكسره

والذي ينطلق عليه غير هو أول الثلاثي وثانيه ويعني أنك إذا أردت

حصر أبنية الثلاثي فاعمل هذا العمل وهو أن تحرك الأول وهو فاء الكلمة

بالحركات الثلاث الضمة والفتحة والكسرة وكذلك الثاني وهو عين الكلمة

تحركه بالحركات الثلاث وتزيد تسكين الثاني على التحريك بها فتكون

للعين أربعة أوجه وكل واحد منها مع حركات الفاء الثلاث وثلاثة في أربعة

باثني عشر وهي جميع ما يتصور من الأبنية في الثلاثي من مستعمل ومهمل

وهو معنى قوله «تعم» أي تعم جميع الأبنية الممكنة في الثلاثي لأنك إذا

حركت الأول فلا يمكن فيه إلا أحدى ثلاث الحركات ومنتفي السكون إذ لا

[259]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015