وهو ما وقع عليه الذي ووصف بها لكن يلقى فيه أنه أطلق الإمالة على
الحرف والمراد حركته لأن إمالة الحركة إمالة للحرف المحرك بها قال
سيبويه «وسمعت العرب يقولون ضربت ضَرْبهْ وأخذت أخْذه» ثم
علل ذلك بأنهم شبهوا الهاء بألف فأمال ما قبلها كما يمال ما قبل الألف ولم
يعيِّن أيَّ ألفٍ أشبهت لكن الأقرب أنها شبهت بألف التأنيث وذلك
للشبه اللفي والمعنوي أما المعنوي فمعنى التأنيث الذي دل عليه كل واحد
منهما وأما اللفظي فلأن كل واحد منهما آخر ولأن ما قبلهما لا يكون
إلا مفتوحا لاجتماعها في المخرج وهو أقصى الحلق وفي الصفة وهي
الخفاء ولأن كل واحد منهما في الوقف ساكن لا يقبل الحركة فهذه خمسة
أوجه من الشبه بين هاء التأنيث وألف التأنيث وللثلاثة الأخيرة منها وجب أن
يكون ذلك في الوقف لأنها في الوصل تاء ومخرجُ التاء* ما بين طرف اللسان
وأصول الثنايا فقد اختلف المخرجان واختلفت الصفة أيضا والتاءُ متحركة
بخلاف الألف فإذًا هي في الوصل بعيدة من الألف بخلاف الوقف والإمالة هنا لغة ثابتة للعرب كما ذكر سيبويه وقال السيرافي: إمالة ما قبل الهاء في ضرْبه ونحوه لغة فاشية في البصرة والكوفة والموصل وما قرب منهن
[213]