وأما الحكمي: فأن تقدر "ذا" مع "ما" أو "من" شيئا واحدا لا أن تقدر سقوطها كقولك: ماذا صنعت أخيرا أم شرا، ويحكم على موضع "ماذا" بالحكم الذي تستحقه "ما" من رفع أو نصب أو جر، وعلى موضع "من ذا" بالحكم المستحق لـ "من" كذلك نحو: من ذا أكرمت أزيدا أم عمرا؟ فكأن "ذا" في الحكم غير موجودة، ومن ذلك قول الله تعالى: {وقيل للذين اتقوا ماذا ربكم قالوا خيرا}، وقوله تعالى: {يسألونك ماذا ينفقون قل العفو} على قراءة النصب وهي لمن عدا أبا عمرو بن العلاء، فإذا وجد الشرطان ثبت كون "ذا" موصولة بمعنى الذي وغيرها، ومن ذلك قراء غير أبي عمرو، "ماذا ينفقون قل العفو" بالرفع، وأنشد سيبويه للبيد:

ألا تسألان المرء ماذا يحاول ... أتحب فيقضى أم ضلال وباطل

ومن أمثلة ذا مع "من" قول الأعشى:

وغريبة تأتي الملوك كريمة ... قد قلتها ليقال من ذا قالها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015