وقد يقال إن الإبدال من الياء وصفٌ من أوصافِ الألف، فذِكرُه في

معرض الحكم عليه مُشعِرٌ بأن ذلك الوصف هو العلّة لذلك الحكم فكأنه قال:

أمِل الألف المبدلة من ياء لكونها مبدلة من ياء كما إذا قال الشارع {اقتلوا

المشركين} فإن ذلك الإشراك مشعرٌ بأنه عِلَّة الأمر بالقتل. ثم ذكر من

بعد ذلك شرطَ إعمال ذلك السبب وهو كو الإلفِ طرفا وذلك واضح فنبَّه

هنا على سببٍ من الأسباب الستة وإذا اعتبرت هذا المعنى وجدتَه مُتأتيًا في

كلامه فقوله «كَذَا الْوَاقِعُ مِنْهُ الْيَا خَلَفْ» يمكن فيه هذا الاستنباط إذْ

معناه أن الألف التي تخلفها الياءُ في بعض المواضع تمال أيضا فهذا يؤخذ

منه أن وقوع الياء خلفًا هو الموجب لأنه وصف اقترن بالحكم بالإمالة

وقوله «كَذَا» على تقدير العاطف و (الْوَاقِعُ مِنْهُ الْيَا خَلَفْ) هو

الألف وهو مدلول الألف واللام والصفة واقعة على الياء و «مِنْهُ» متعلق

بـ (خَلَف) و «خَلَف» منصوب على الحال من (الياء) * واستعمله على لغة

وآخُذُ مِنْ كُلِّ حَيٍّ عُصُمْ

وفصَل بين «مِنْهُ» وبين ما تعلّق به بأجنبي وهو غير جائز لكنه هنا

أسهل لكون المعمول حرف جر والتقدير: وكذا الألف الذي وقعت الياء خلفًا

منه

[136]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015