فلما كانت بهذه الحال كان ذكرها في باب الوقف أكيدا فلذلك نصَّ على

حكمها وقد حصَّل كلامُه فيها مسألتين

إحداهما حكمُ الوقف عليها وذلك قوله «فَأَلِفًا فِي الْوَقْفِ نُونُهَا قُلِبْ»

يعني أنك إذا وقفت على إذًا فلا تقف على النون وإن كانت أصلا ليست

بزائدة كنون التوكيد الخفيفة ولا كالتنوين وإنما تقف عليها بإبدال نونها ألفا

فتقول إذا كما تقول في اضربن اضربا وفي زيدن زيدا وعلى حكم

الوقف كتبت بالألف في الرسم السلفي وعلى القول الصحيح في رسمها

والثانية السببُ الذي لأجله لم تكتب إذا على القياس الأصلي إذ

كان الأصل فيها أن يوقف عليها بالنون إذ النون أصلية كنون حسن

ورَسَنٍ وفِرْسِنٍ ونحو ذلك بل كنون مِنْ وعَن وما أشبهها من

حروف المعاني التي النون فيها أصل فأخبرَ الناظم بالعلة التي لأجلها

خرجوا عن قياسها الأصلي فوقفوا عليها بالألف وهو شبهها بالمنصوب المنون

من الأسماء وذلك قوله

(وَأَشْبَهَتْ إِذًا مُنَوَّنًا نُصِبْ)

[25]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015