اعلَمْ أن الوقف نظير الابتداء أي مقابله والابتداء عملٌ فالوقف
استراحة عن ذلك العمل فإذًا أصلُه أن يكون على السكون كما أن الابتداء
أصله أن يكون بالحركة. ثم إنه يتفرع عن قصد الاستراحة في الوقف ثلاثة
مقاصدَ فيكون لتمام الغرض من الكلام ولتمام النظم في الشعر ولتمام
السجع في النثر ثم إن الوقف إنما يكون على الآخر والأواخرُ محل التغيير
فغيَّروا الأواخر عند الوقف على حسب المقاصد اللفظية أو المعنوية. وجملةُ
أنواع التغيير الحادثة في الوقف المشهورة في كلام العرب ثمانية أنواع
وهي السكون والرَّومُ والإشمام والتضعيف والنقل والإبدال والحذف
وإلحاق هاءِ السكت وهذه الأنواع كلُّها قد ذكرها الناظم وذكر مواضعها
وابتدأ بما يتعلق بالنون منها فقال
تَنْوِينًا اثْرَ فَتْحٍ اِجْعَلْ أَلِفَا ... وَقْفًا، وَتِلْوَ غَيْرِ فَتْحٍ اِحْذِفَا
تَنْوِينًا: مفعولٌ أول لاجْعَلْ التي بمعنى صيَّر إذ هي تتعدى إلى
[5]