وللمسألة غور آخر من الاحتجاج يتعلق باشتراط التنكير في التثنية والجمع لا يليق ذكره بهذا الموضع لخروجه عن المقصود، وكذلك أيضا تركت النظر مع الكوفيين في زعمهم أن ذال "ذا" وحدها هو الاسم والألف واللام زائدة على خلاف ما يظهر من الناظم، إذ ليس هذا البحث من صلب النظر في كلامه، كما أن النظر في الألف واللام في الذي والتي وفروعهما ليس مما قصد التنبيه على أنها أصلية أو زائدة على الموصول، فأعرضت عن ذكر ذلك كله، والله المستعان، وبه التوفيق.
***
ثم شرع في ذكر الإشارة إلى الجمع فقال:
وبأولى أشر لجمع مطلقا ... والمد أولى ولدي البعد انطقا
بالكاف حرفا دون لام أو معه ... واللام إن قدمت "ها" ممتنعه
وجعل لذلك أداة واحدة وهي "أولى" بقوله: (وبأولى أشر لجمع) ولم يزد على ذلك فتقول: قام أولى، هكذا مقصورا. ومنه قول ابن مقبل:
شاقتك أخت بني دالان في ظعن ... من هؤلاء وأولى أنسابها شيع
وقال الآخر: