وأما المقصور/ فهو الذي احتاج إلى ذكره, لأنه في الجمع لا يبقى على أصله بلا تغيير فيلحق بالمسكوت عنه كالصحيح, ولا يثبت له حكم التثنية من قلب الألف فيستغنى بذكره هناك كالممدود, فلم يكن له بد من ذكره, فقال: "واحذف من المقصور في جمع" إلى آخره.
يعني أن الاسم المقصور إذا جمع على حد التثنية, وهو أن يجمع بالواو والنون, أو الياء والنون, فإن الحرف الذي تكمل به ذلك الاسم, وهو الحرف الأخير, يحذف رأسًا, ثم تلحق العلامتان, فسواء أكانت الألف منقلبة عن أصل واو أو ياء, أم كانت رابعة فصاعدًا, لتأنيث أو غيره فتقول في موسى موسون وموسين, وفي مصطفى مصطفون ومصطفين وفي (زكريا) مقصورًا: زكريون, وزكريين, قال الله تعالى: } وأنتم الأعلون}. وهو جمع (الأعلى)، وقال تعالى: } وإنهم عندنا لمن المصطفين الأخيار} وهو كثير, فحذفت الألف مطلقًا, لكن لما حذفوها تركوا دليلاً عليها يشعر بموضعها, وهو فتح ما قبلها, إذ كان قبل حذفها مفتوحًا, فترك على حاله.
ولما كان هذا محتاجًا إلى استدراكه نبه عليه بقوله: "والفتح أبق مشعرًا بما حذف" "الفتح" مفعول بـ"أبق" و"مشعرًا" إما حال من فاعل "أبق" أي: حالة كونك مشعرًا بإبقائه, أو من مفعوله, أي: حالة كون الفتح مشعرًا, يريد أن الفتح الذي كان موجودًا قبل الألف يبقى على حاله إشعارًا بأنه قد كان ثم ما فتح له من ذلك الحرف, وليس إلا الألف, ولو لم تبق الفتحة لم يكن ثم دليل على الألف, إذ كانت واو الجمع تطلب بضم