وإنما قلبت واوا في أحد الوجهين تشبيهًا لها بهمزة (حمراء) حيث (كانت) كل واحدة بدلا من حرف زائد غير أصلي، وبقاؤها على حالها تشبيه لها بهمزة (كساء) و (رداء).

والنوع الثاني/: ما كانت همزته مبدلة من أصل، وذلك (كساء) و (حياء) فالمثالان معًا معناهما واحد، وكلا الهمزتين مبدلة من ياء هي لام الكلمة، لأنها من: كسى، وحيى، والكساء والحياء معروفان لغة، وإنما قلبت تشبيهًا لها بهمزة (علباء) حيث كانت كل واحدة منهما ليست بأصل نفسها؛ بل منقلبة عن غيرها، وكون كل واحدة في مقابلة حرف أصلي، أم همزة (كساء) ففي مقابلة ما انقلبت عنه، وأما همزة (علباء) ففي مقابلة ما ألحقت به، وهو لام (سربال) ونحوه.

ولم يذكر الناظم هنا تفاوتًا بين النوعين في قلب الهمزة واوًا، وقد نصوا: على التفاوت، وأن الإثبات أجود من القلب مطلقًا.

قال سيبويه: "اعلم أن كل ممدود كان منصرفًا فهو، في التثنية والجمع، بالواو والنون في الرفع، بالياء والنون في الجر والنصب، بمنزلة ما كان آخره غير معتل من سوى ذلك. وذلك قولك: رداءان، وكساءان، وعلباءان، فهذا الأجود الأكثر".

فهذا نص على أن الإثبات هو الأولى على الإطلاق.

ثم ذكر بعد ذلك أن (علباوان) أكثر من (كساوان) في كلام العرب، لشبهها بحمراء.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015