ويعني أن هاهنا مسألتين:
إحدهما: مجمع عليها، يريد أنها مجمع على جوازها.
والأخرى: مختلف في جوازها ومنعها.
أما الجائزة بإجماع، على ما ذكر، فقصر الممدود، وذلك قوله: "وقصر ذي المد اضطرارًا مجمع عليه" وذلك أن يضطر شاعر إلى قصد ما هو بحق الأصل ممدود، وهو كما إذا إراد أن ينطق في شعره بـ"كساء" ولا يستقيم له الوزن مع بقاء المد فيه، فيقصره فيقول: "الكسا" هكذا على وزن الحمى والحجى.
وقد جاء مثل هذا كثيرًا في الشعر، فمنه قول الراجز:
لابد من صنعا وإن طال السفر
وقال الآخر:
والقارح العدا وكل طمرة ... ما إن تنال يد الطويل قذالها.
أراد "صنعاء" و"العداء" وهو (فعال) من العدو، وقال شميت بن زنباع: