والعادم النظير ذا قصرو ذا ... مد بنقل كالحجى وكالحذا

يعني أن ما كان من المقصور أو الممدود عادمًا للنظير، لم يطرد في بابه، ولا كثر كثرة تقضى له بالقياس، فهو مستند إلى النقل، ومتلقى من السماع، موضعه كتب أهل اللغة، لا مدخل فيه للنحو.

وقوله: "ذا قصر" حال من ضمير "العادم" أي الذي عدم النظير في هذه الحال، و"بنقل" متعلق باسم فاعل محذوف للعلم به، وهو خبر المبتدأ الذي هو "العادم" أي ثابت بالنقل.

ثم مثل المسموع من المقصور بمثال، وهو (الحجى) ومثل الممدود بمثال آخر وهو "الحذاء" وإنما قصره لضرورة الوزن، فزما "الحجى" فهو العقل، قال الشاعر:

فإن لج في هجري صفحت تكرمًا ... لعل الحجى بعد الغروب يثوب.

والحجى: الستر أيضًا، وبه سمى العقل حجى لأنه ستر لصاحبه من أن يظهر منه الفعل القبيح، وقال ثعلب: الحجى: الملجأ، وهو بمعنى الستر، وأنشد:

ذكرني سعدًا دعاء بالقرى ... ونسم الريح إلى غير حجى.

ونظيره في كونه مسموعًا: العصا، والرحى، والفتى، والغنى، والتوى،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015