علا زيدنا يوم النقا رأس زيدكم ... بأبيض ماضي الشفرتين يمان

وعلى هذا جاء قول ابن فيره/: "ثم عثمان ورشهم"، وإذا ثبت هذا كان إطلاقه في كلا النوعين مشكلا، لا يقال إن الإضافة إنما أراد بها الإضافة الأصلية، وهي التي كانت في أصل وضع اللقب كوزن سبعة، فإن التلقيب أولا لم يكن بوزن وحده، ثم أضيف بعد استقرار اللقب إلى سبعة، بل كان التلقيب بالجميع، بخلاف ورشهم، فإن الملقب به ورش دون هم، ثم أضيف إلى الضمير بعد ذلك، فكأن الإضافة لم تكن فخرج إذا عن انحتام الإتباع، مثل: عثمان ورشهم، إلى انحتام الإضافة إذ ليس بمضاف في الحقيقة، ولا يبقى على هذا إشكال، لأنا نقول: هذا الاعتذار إن كان ينهض في نحو: عثمان ورشهم، فلا ينهض فيما إذا كانت هذه الإضافة لاحقة للاسم دون الكنية، كما إذا قلت: زيدهم قفة، فإن إضافة زيد إلى قفة لا يصح لوجود إضافة أخرى، وإن كانت في حكم العدم، إذ لا يجتمع في لفظ واحد إضافتان، فإن كان الناظم أراد الإضافة بحكم الأصل، اقتضى أن يضيف قفة إلى زيدهم، وذلك غير صحيح ولا جائز باتفاق، وإن كان أراد مجرد الإضافة دخل عليه أن مثل عثمان ورشهم لا يضاف فيه الاسم إلى اللقب وفيه ما قد رأيت.

والجواب عن الأول: أن الناظم اتبع في ذلك غيره من النحويين، فقد تكلم سيبويه على المسألة فلم يتكلم فيها على غير الإضافة، وهذا وإن لم يكن فيه دليل منصوص على منع غيره، فقد يدل على ذلك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015