بخلاف (لما) فإنها لنفي الماضي غير المنقطع، تقول: ندم ولما تنفعه الندامة إلى الآن، ف (لم) لنفي (فعل) و (لما) لنفي (قد فعل).

فمقال الجزم بلم قولك: لم يقم زيد. ومنه قوله تعالى: } هل أتى على الإنسان حسن من الدهر لم يكن شيئا مذكورا}. فهذا نفي للماضي المنقطع، وكذلك قول عبد الله بن عبد الأعلى القرشي أنشده سيبويه:

وكنت إذ كنت إلهي وحدكا ... لم يك شيء يا إلهي قبلكا

فيصح أن يقال هنا: لم يكن، ثم كان. وكذلك قول الطرماح:

لم يفتنا بالوتر قوم وللضيم ... رجال يرضون بالإغماض

وأما (لما) فمثالها: لم يقم زيد. ومنه قوله تعالى: } أم حسبتم أن تتركوا ولما يعلم الله} الآية، أي ولم يعلم إلى الآن، فلا يقال في مثل هذا: لم يكن ثم كان. وقال تعالى: } كلا لما يقض ما أمره}. وقال الشاعر:

فإن كنت مأكولا فكن خير آكل ... وإلا فأدركني ولما أمزق

طور بواسطة نورين ميديا © 2015