الآخر أظهر.
ثم ذكر الموضع الذي يرفع فيه ما بعدها، والموضع الذي ينصب فيه، لأنها على ما تقدم ذات استعمالات فقال: "وتلوحتى حالا أو مؤولا. به ارفعن".
"تلو" مفعول ب "ارفعن" و"حالا" حال منه. و"به" متعلق ب"مؤولا".
ويعني أن "تلو" (حتى) وهو الفعل الذي بعدها يليها، لا يخلو من أحد أمرين:
إما أن يكون حالا حقيقة، أو مؤولا بالحال، وإما أن يكون مستقبلا.
فإن كان حالا أو مؤولا به فهو مرفوع، لا يضمر بعد (حتى) شيء.
وإن كان ذلك الفعل مستقبلا فهو منصوب على إضمار (أن) بعد (حتى) فتقول في المستقبل: لأسيرن حتى تطلع الشمس، وسر حتى تدخل المدينة، وكلمته حتى يأمر لي بشيء ومنه مثاله: جد حتى تسرذا حزن. فما بعد (حتى) هنا مستقبل، و (أن) إنما تدخل على المستقبل.
وفي الحال تقول: سرت حتى أدخل المدينة الآن، ومرض حتى لا يرجونه، وضربته أمس حتى لا يستطيع اليوم أن يتحرك.
ومنه قول حسان بن ثابت- رضي الله عنه: -