ثم ذكر دخول النون في الحرف فقال:

وليتني فشا وليتي ندرا ... ومع لعل اعكس وكن مخيرا

في الباقيات واضطرارا خففا ... مني وعني بعض من قد سلفا

فذكر من ذلك ثمانية أحرف: إن وأخواتها، ومن حروف الجر: من وعن. أما إن وأخواتها فقسمها في هذا الحكم ثلاثة أقسام:

قسم شارع فيه لحاقها وندر عدم لحاقها.

وقسم بالعكس شاع فيه عدم لحاقها، وندر لحاقها.

وقسم شارع فيه الوجهانت/ معا.

وأصل هذه الحروف أن لا تلحقها النون مع ياء المتكلم، إذ ليس الكسر مما يمتنع من الحروف على الجملة، لكن هذه الحروف أشبهت الأفعال الماضية، ولذلك عملت عملها، فرفعت ونصبت حسب ما ذكره النحويون في باب "إن"، فثبت لها بحق الشبه أن عوملت معاملتها في لحاق النون، ولما كان المشبه لا يقوى قوة المشبه به لم يكن هذا الحكم لازمًا فيها، بل كان جائزًا على الجملة، فإن شئت ألحقت النون، وإن شئت لم تلحقها، وقد يغلب أحد الوجهين في بعضها دون الوجه الآخر.

فالقسم الأول: (ليت)، وهو الذي نبه عليه بقول: (وليتني فشا وليتي ندرًا) يعني أن الفاشي الشهير في كلام العرب لحاق النون في "ليت"، فتقول: ليتني اشتريت كذا، ومنه في القرآن: {يا ليتني كنت ترابا} و {يا ويلتا ليتني لم أتخذ فلانا خليلا}، وقد لا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015