فما زادت حروفه على ثلاثة قسم ثانٍ لا تفصل فيه.
وأما الثلاثي فإما أن يكون محرك الوسط أولا، فالمحرك الوسط قسم ثالث انتهى التفصيل فيه.
وأما الساكن الوسط فعلى ثلاثة أقسام:
أحدها: أن يكون أعجميًا.
والثاني: أن يكون منقولًا للمؤنث مما غلب عليه التذكير.
والثالث: أن يخلو من الوجهين، فيكون غير أعجمي ولا منقول مما غلب عليه فهذه ثلاثة مضمومة إلى الثلاثة الأولى، فالجميع ستة أقسام، تضمنها كلامه هنا.
فالقسم الأول: ما فيه هاء التأنيث مطلقا، وهو المراد بقوله: "كذا مؤنث بهاء" و"مؤنث" صفة للعلم المقدر، استغني عن ذكره للعلم به، وقال: "يهاء" احترازًا من المؤنث بالألف ولأنه تقدم.
وقوله: "مطلقا" أي غير مقيد بشيء مما قيد به ما بعده من الأقسام. يعني أن العلم المؤنث بالهاء يمتنع صرفه على كل حال، سواء أكان ثلاثيًا أم ثنائيًا أم فوق ذلك.
فإذا سميت بشفةٍ، أو ظبةٍ، أو عضةٍ، أو رقةٍ، أو شيةٍ، منعته الصرف فتقول: هذه شفة قد جاءت، ومررت بشفة.
وكذلك رأيت ظبة ومررت بعضة، ونحو ذلك. وهذا مما لا خلاف فيه.