ويمكن أن يكون ارتكب مذهب الكوفيين ضرورةً، لاسيما وهو إثر (إن) الشرطية، فقد قال بعض البصريين ذلك في نحو (إن زيد قام) كما تقدم، فهو أخف، وكذلك أتى في البيت قبلة بضرورةٍ أخرى، وهو تقديم مفعول المصدر الموصول عليه، وذلك قوله: "ولسراويل" بهذا الجمع شبه" فإن "بهذا" متعلق بـ "شبه" وهو مصدر، فيقدر بـ (أن) والفعل، وقد قدم المجرور عليه، ولا يمكن أن يقدر "شبه" هنا بمشبه، كما قدر (عجب) بمعجب في قوله تعالى: {أكان للناس عجبًا} الآية.

وإنما هذا ضرورة على حد الضرورة في النظير الموصول من قوله:

تقول وصكت صدرها بيمينها ... أزوجي هذا بالرحى المتقاعس

على رأي من حمله على ظاهره.

وهنا أتم الكلام على ما يمنع من الصرف مطلقا، وذلك في ثلاثة مواضع، تجمع خمسة أنواع.

ثم أخذ يتكلم فيما يمتنع في حال التعريف دون حال التنكير، فقال:

والعلم امنع صرفه مركبًا ... تركيب مزجٍ نحو معد يكربا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015