الندبة: هي الاستصراخ بالمفقود، أو ما أقيم مقامة، على جهة التفجع أو التوجع، لا لأن يجيب.
فإذا قلت: وازيداه، وهو ميت، فأنت لم تقصد بندائه أن يجيبك، وإنما قصدك التصويت باسمه تفجعا لفقده.
وكذلك إذا كان غير مفقود، لكن تنزل منزلته كقول عمر- رضي الله عنه- حين أعلم بجدبٍ شديد أصاب قومًا من العرب: واعمراه، واعمراه، وكقول الخنساء ومن أسر معها من آل صخر، وهو غائب غير مرجو الحضور: واصخراه، وكقول الشاعر:
فواكبدي من حب بمن لا يحبني ... ومن عبراتٍ مالهن فناء
فهذا كله من المندوب الذي ليس بمفقود، ولكنه حكم له بحكم المفقود، لاجتماعهما في بعد رجائه بالنسبة إلى الأمر المقصود.
وابتدأ الناظم ببيان الحكم العام للمندوب وغيره، فقال:
ما للمنادى اجعل لمندوبٍ ما ... نكر لم يندب ولا ما أبهما