يا أبجر بن أبجرٍ يا أنتا ... أنت الذي طلقت عام جعتا
وإنما لزمت (يا) هنا لأنها إذا حذفت لم يبق عليها دليل؛ إذ لو قلت في (يا إياك قد كفيتك): إياك قد كفيتك - لم يكن ثم دليل على أنه منادى.
والقاعدة أن الشيء لا يحذف إلا إذا دل عليه الدليل.
وفي ذكر الناظم هنا للمضمر دليل على جواز ندائه، إلا أنه لم يبين: هل يؤتى فيه بضمير النصب أو بضمير الرفع، والقياس عند المؤلف الإتيان بضمير النصب، لأنه موضع نصب بالفعل الذي نابت عنه (يا) وهو (أنادى) فوضع ضمير الرفع موضعه شاذ، فلا يقاس عليه.
والوجه الثاني: للمضمر أن يكون بمعنى المحذوف، وهو ما كان من المنادى محذوفا، وذلك بعد الأمر والدعاء ونحوهما، فإنه يجوز حذف المنادى هنالك قياسا.
فبعد الأمر كقراءة الكسائي: } ألا يسجدوا لله الذي يخرج الخبء في السماوات {الآية، قالوا: أراد: ألا يا هؤلاء اسجدوا، وقال الراجز:
* يا دار سلمى يا اسلمي ثم اسلمي *