فقوله: } يغدوا عليك {بدل من "لا يحفلوا" وهو تفسير له، وأنشد سيبويه:
متى تأتنا تلمم بنا في ديارنا ... تجد حطبًا جزلاً ونارًا تأججا
وأنشد أيضا:
إن على الله أن تبايعا ... تؤخذ كرهًا أو تجئ طائعا
فإن تخلف الشرط لم يسغ لعدم الفائدة، فإنك إذا قلت: من يستعن بنا يصل إلينا يعن - لم يكن في البدل فائدة ولا بيان، فكان ضائعا، فإذا عكست المسألة كما في المثال الناظم، صحت لحصول الفائدة بذلك.
ولما سكت عن إبدال الاسم من الفعل أو العكس دل على أنه عنده ممنوع مطلقا، وإن كان الاسم يشبه الفعل، بخلاف العطف كما تقدم.
أما في البدل؛ فلا، لأن من حقيقة البدل أن يصح حلوله محل المبدل منه، ولا يمكن ذلك في الاسم مع الفعل مطلقا، وهذا ظاهر.
واعلم أن في كلامه هنا تقصيرًا من وجهين: