وقد اجتمع ترتيب (الفاء، وثم) في قوله في الحديث: "إن جبريل نزل فصلى، فصلى رسول الله عليه وسلم، ثم صلى فصلى رسول الله صلي الله عليه وسلم" إلى آخر الحديث.
والتزام الترتيب فيها، كما أشار إليه الناظم، وهو مذهب الجمهور، وذهب قوم إلى أنها ترادف (الواو) في بعض تصريفها، فلا تعطي ترتيبًا، واستدلوا على ذلك بأشياء: منها قوله تعالى: {فلا اقتحم العقبة وما أدراك ما العقبة} ثم قال: {ثم كان من الذين آمنوا} فلو كانت للترتيب والمهملة لكان طلب الإيمان مرتبًا على طلب فروعه، وذلك فاسد.
فالمعنى فلم يقتحم: ولا كان من الذين آمنوا، فالموضع موضع اجتماع. وقال تعالى: {ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لأدم} والخلق والتصوير في زمان واحد، لأنهما راجعان إلى معنى واحد. وقال سبحانه: {وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحًا ثم اهتدى} والهداية لا تتأخر عن التوبة والإيمان والعمل الصالح. وقال الشاعر: