والنفس والعين مقدمان

كذلك فى نفسيهما عينيهما

*وما لماثنى سوى كليهما*

ويقع فى بعض النسخ هكذا "كذاك فى نفسهما عينهما" بإفراد (النفس والعين). وجميع ذلك مخالف لما قالته العرب والتزمته، فهو خطأ بلا شك، فلهذا، والله أعلم، أتى بقوله: "تكن متبعا" تنكيتا على من لم يتبع، وهو ابن معطٍ فى رجزه المنسوج هذا على منواله. ثم قال:

وكلا اذكر فى الشمول وكلا

كلتا جميعا بالضمير موصلا

هذا هو الضرب الثانى من ضربى التوكيد المعنوى، وهو "توكيد الشمول والإحاطة" ومعنى ذلك أنك إذا قلت: (قام القوم) احتمل ظاهر مفهومه، واحتمل أن يكون القائمون بعض القوم لا جميعهم، فأكدت المعنى الأول، وهو معنى شمول اللفظ لجميع ما يدل عليه، وأثبت أنه المراد.

وأتى الناظم لهذا التوكيد بستة ألفاظ:

أحدها "كل" نحو: قام القوم كلُّهم.

والثاني "كلا" نحو: قام الزيدان كلاهما.

والثالث "كلتا" نحو: قام الهندان كلتاهما.

والرابع "جميع" نحو: قام القوم جميعهم.

والخامس "عامة" نحو: قام القوم عامتهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015