والخامس أن تكون الصفة مختصةً بجنس نحو: مررتُ بعاقلٍ، ومررت بأحمقَ.
هذه المواضع هي المشهورة في المسألة. وما عداها راجع إليها، وقليل الاستعمال وقد تمَّ الكلام على خذف المنعوت.
وأما حذف النعت فشرطُ العلم به لازمٌ فيه أيضا كما ذكرَ الناظم، كما تقول: اختبرتُ الناسَ فما وجدتُ رجلاً، تريد: رجلاً يُعجبني، أو يَملأ عَيْنيِ أو نحو هذا. وفي القرآن الكريم قوله تعالى: {قَالُوا الآنَ جِئْتَ بالْحقِّ} (?)، أي بالحق البيِّن الظاهر، لأن موسى عليه السلام جاء بالحق في كل مرة.
وجعَل المؤلف من ذلك قوله تعالى: {وكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وهُوَ الحَقُّ} (?)، أي قومُك المعاندون، وقوله: {تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بأمْرِ رَبِّهَا} (?)، أي كلَّ شيءٍ سُلِّطَتْ عليه، وقوله: {إنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرآنَ لَرَادُّكَ إلى مَعَادٍ} (?)، أي إلى مَعادٍ كريم، أو مَعادٍ تحبُّه، وقولَ مُرَقِّش الأكبر (?):
وَرُبَّ أَسِيلةِ الخَدَّيْنِ بِكْرٍ
مُهَفْهَفَةٍ لها فَرْعٌ وجِيدُ