بدوُنِها)) فظهر مراده، وبالله التوفيق.
وقوله: ((مُعْلِنَا)) أي مبيِّناً ذلك، ومصرِّحاً به، وظاهره أنه فَضْل، ولكنه يمكن أن يكون تنِكْيتاً على رأي مَن رأى أن القطع لا يأتي إلا بعد الإتباع، فعند هذا القائل لا يجوز: مررتُ بزيدٍ الكريمِ الفاضل، برفعهما معاً، أو نصبهما، أو رفع أحدهما ونصب الاخر، بل اللازم إتباعُ الأول وقطعُ الثاني.
وهذا غير مَرْضِيٍّ، فقد حكى سيبويه: الحمدُ للهِ الحميدَ، والحمدُ للهِ أهلَ الحمدِ (?)، بالقَطْع ولم يتقدم مُتْبَع، وأنشد للأخطل (?):
نَفْسِي فِدَاءُ أميرِ المؤْمنيِنَ إذا
أَبْدىَ النَّوَاجِذَ يومٌ باسِلٌ ذَكَرُ
الخائضُ الغَمْرَ والمَيْمُونُ طائِرهُ
خليفهُ اللهِ يُسْتَسْقَى به المَطَرُ
وقد تقدم إنشاد بيت العُكْلى (?):
* وكُلُّ قَوْمٍ أَطَاعُوا أَمْرَ مُرْشِدِهمْ *