ولعل الناظم ذهب هنا مذهبَ الفراء، إذ هو مذهبه أيضاً في ((التسهيل)) (?) فلم يقل بما قال به الجمهور، وإنما رأى رأيَ الفراء، وحُكِى عن الشَّلوْبِين أنه صَحَّحه.
وحَكى الفراء: مررتُ بالرجلِ أخيكَ، على النعت. وذكر المؤلف من ذلك أمثلة، كغلامٍ يافعٍ ومُراهقٍ، وجاريةٍ عَروبٍ وخَوْد، وماءٍ فُراتٍ وأُجَاجٍ، وتَمْر بَرْنيٍّ وشِهْرِيزٍ (?)، وأشياء غير هذه. فالظاهر أنه سكت عن ذلك لهذا الوجه. والله أعلم.
ثم ذكر النوع الثاني من أنواع ما يُنِعت به، وهو الجملة، فقال:
ونَعَتُوا بجُمْلَةٍ مُنَكَّرَا
فَأُعْطِيَتْ ما أُعْطِيَتْهُ خبراَ
وامْنَعْ هنا إيقَاعَ ذَاتِ الطَّلبِ
وإنْ أَتتْ فالقَوْلَ أَضْمِر تُصِبِ
يعني أن العرب أجرت الجملَة نعتاً على الاسم السابق، الجملة اسميةً أو فعليةً، لكن شرط في الاسم المنعوت بها شَرْطاً، وشَرط في الجملة نفسِها شرطين.
فأمّا شرط المنعوت فإن يكون نكرة، وذلك قوله: ((مُنَكَّرَا)) أي اسماً منكراً،