واعتلَّ العَبْدي (?) للجواز بأن النكرة قد تدل على الجنس، كما يدل عليه ما فيه الألف واللام، وأنها قد تؤدِّي في بعض المواضع من المعنى ما تُؤَدِّيه المعرفة الجِنْسية، كقول حَسَّان رضي الله عنه (?):

كَأَنَّ سَبِيئَةً منَ بْيتٍ رَأْسٍ

يكونُ مِزَاجَها عَسَلٌ ومَاءُ

وهذا كله نادر لا يُعتمد على مثله في السماع. وما ذُكر من وجه القياس يَنْتقَض بما لو كانت النكرة غير مضافة، وهما لا يقولان بذلك، إذ خَصَّا الجوازَ بالنكرة المضافة.

ومن ذلك اسمُ الإشارة نحو: نعْمَ ذا أدبُك، على معنى: نعم الأدبُ أدبُك، فقد أجاز بعضهم في قول الشاعر، أنشده ابن السكيت وغيره (?):

لَمْ يَمْنَع الِنَّاسُ مِنِّي ما أَرَدْتُ ومَا

أُعْطِيهمُ ما أَرادُوا حُسْنَ ذَا أَدَبَا

ب أن يكون ((ذا)) فاعلاً بـ (حَسُنَ) وهو من (فَعُلَ) الملحق بهذا الباب. وحكمُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015