ولْنَرْجع إلى ما كُنَّا فيه.
وأما إذا كان التالي لذي الإعمال مجروراً فذكر الناظم أن لم في تابعه وجهين: أحدهما: النصبُ على اعتبار الموضع. والآخر: الجرُّ على اعتبار اللفظ، وذلك قوله: ((وَاجْررْ أوِ انْصِبْ تَابِعَ الَّذيِ انْخَفضْ)).
فتقول على اعتبار اللفظ هذا ضاربُ زيدٍ وعمروٍ، وهو الوجهُ، ولذلك قَدَّمه، لأنه من التَّبَعيه بغير تأويل.
وتقول على اعتبار الموضع: هذا ضاربُ زيدٍ وعَمْراً، لأن الموضع للنصب، وإنما الجرُّ تخفيفُ بحذف التنوين، ومن ذلك تمثيلهُ بقوله: ((مُبْتَغِي جاهٍ ومالاً مَنْ نَهَضَ)) كأنه قال: الناهض مُبْتَغ جاهاً ومالاً، وأنشد سيبويه من ذلك القولَ رجل من قَيْس عَيْلان (?):
بينَا نَحْنُ نَرْقُبُه أتَانَا
مُعَلّقَ وَفْضةٍ وزِنادً راعي
وأنشد أيضا، وقال: زعم عيسى أنهمُ ينشدون هذا البيت (?):
هَلْ أنتَ باعثُ دِينَارٍ لحاجَتِنَا
أو عَبْدَ رَبٍ أخَا عَوْنِ ابنِ مِخْراَقِ