/ واللام. فأما إن كان ذا ألفٍ ولامٍ فله حكمٌ آخر في الإعمال، ذكَره في قوله: ... 447
وَإنْ يَكُنْ صِلَةَ أَلْ فَفِي المُضِي
وغَيْرِه إعْمَاُلُه قَدِ ارْتُضِي
يعني أن اسم الفاعل إذا وقع صلة (أل) لم يَحتج في إعماله إلى اشتراط ما تقدَّم، من كونه بمعنى الحال أو الاستقبال، بل يَعمل عملَ فعله مطلقا، كان بمعنى الماضي أوْ لاَ، فتقول: أعجبني الضاربُ زيداً أمسِ، كما تقول: أعجبني الضاربُ زيداً الآنَ أو غداً.
وسبب ذلك انه وقع موقعاً يجب فيه تأوُّلُه بالفعل، كما يجب أن تُؤَوَّل الألف واللام بـ ((الذي)) و ((التي)) أو غيرهما من الموصولات، فكأنَّ اسم الفاعل إذ ذاك عاملٌ بالنِّيَابة لا بالشَّبَه. وإذا كان كذلك فالمضيُّ وغيرهُ في ذلك سواء.
ثم هنا مسألتان: إحداهما: أنه قال: ((فَفِي المُضيِّ وغيرِه)) ففيه تصريح بأن ذا الألف واللام يكون بمعنى الحال والاستقبال، ويستعمل كذلك، كما يكون بمعنى الماضي.
وهذا رأي الأكثر، وذهب الرَّماني (?) وجماعة إلى أن اسم الفاعل المقرونَ بالألف واللام لا يكون عاملاً إلاَّ بمعنى الماضي.
والحاملُ لهم على ذلك أن سيبويه حين ذكر اسم الفاعل المقرونَ بهما لم يقدِّره إلا بالذي فَعَل. قال في أبواب ((الاشتغال)): ومما لا يكون