وقال كثير:

جزيت أبا بكرٍ عن الود نضرة .... كما الخير محمود على القول قائله

ثم ذكر جواز دخول (ما) على الحرفين معًا غير كافة، فقال: (وقد يليهما وجر لم يكف) يعني أن (ما) قد تلي رب والكاف، والجر الذي كان موجودًا قبل دخولها باق على حاله لم تؤثر (ما) في ذلك شيئًا، وذلك قليل على ما يفهم من إتيانه بقد. فأما رب: فمثال ذلك فيها ما أنشده في الحماسة:

ربما ضربة بسيف صقيل ... بين بصرى وطعنة نجلاء

وأما كما: فمثاله قول الآخر:

وننصر مولانا ونعلم أنه ... كما الناس مجروم عليه وجارم

وقال سيبويه: "وسألته - يعني الخليل- عن قوله: كما أنه لا يعلم ذلك فتجاوز الله عنه، وهذا حق كما أنك ها هنا: فزعم أن العاملة في (أن) الكاف و (ما) لغو، إلا أن (ما) لا تحذف مما هنا كراهة أن يجيء لفظها مثل لفظ كأن، كما ألزموا النون لأفعلن، واللام قولهم: إن كان ليفعل؛ كراهة أن يلتبس اللفظان". ثم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015