* هون عليك فإن الأمور ... بكف الإله مقاديرها *
وقال الآخر:
اضرب عنك الهموم طارقها ... ضربك بالسوط قونس الفرس
وقال زهير بن أبي سلمى:
فلما تبلج ما فوقه ... أناخ فسن عليه الشليلا
وضاعف من فوقها نثره ... ترد القواضب عنها فلولا
فإنك إذا جعلت (عن) و (على) هنا حرفين، أدى ذلك إلى باب ممنوع، وهو تعدي (هون) الذي فاعله ضمير المخاطب إلى مضمر المخاطب الذي هو (عليك)، وهو متصل، وذلك غير حائرٍ، كما لم يجز: ضربتني، ولا: أضربك، ولا: زيد ضربه، تريد: ضرب نفسه إلا في باب ظنت، فإذا ادعي في (على) في قوله: (هون عليك): أنه اسم صار (هون) إنما تعدى إلى غير ضمير المخاطب، فصار كقولك: اضرب غلامك. وهكذا القول في (دع عنك) وفي بقية النظائر.
وهذا المرتكب غير مرضي من وجهين:
أحدهما: أنه لو كان كما قال لم يجز أن يتعدى فعل المضمر المتصل إلى مضمره المتصل بحرف جر أصلًا حتى تصبح أسميته، وليس كذلك، فإنك تقول: