* هون عليك فإن الأمور ... بكف الإله مقاديرها *

وقال الآخر:

اضرب عنك الهموم طارقها ... ضربك بالسوط قونس الفرس

وقال زهير بن أبي سلمى:

فلما تبلج ما فوقه ... أناخ فسن عليه الشليلا

وضاعف من فوقها نثره ... ترد القواضب عنها فلولا

فإنك إذا جعلت (عن) و (على) هنا حرفين، أدى ذلك إلى باب ممنوع، وهو تعدي (هون) الذي فاعله ضمير المخاطب إلى مضمر المخاطب الذي هو (عليك)، وهو متصل، وذلك غير حائرٍ، كما لم يجز: ضربتني، ولا: أضربك، ولا: زيد ضربه، تريد: ضرب نفسه إلا في باب ظنت، فإذا ادعي في (على) في قوله: (هون عليك): أنه اسم صار (هون) إنما تعدى إلى غير ضمير المخاطب، فصار كقولك: اضرب غلامك. وهكذا القول في (دع عنك) وفي بقية النظائر.

وهذا المرتكب غير مرضي من وجهين:

أحدهما: أنه لو كان كما قال لم يجز أن يتعدى فعل المضمر المتصل إلى مضمره المتصل بحرف جر أصلًا حتى تصبح أسميته، وليس كذلك، فإنك تقول:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015