لا لا أبوح بحب بثنة إنها ... أخذت على مواثقًا وعهودًا

فثبت أن (عن) و (على) عند دخول حرف الجر عليها اسمين.

وفي قوله: (من أجل ذا عليهما (من) دخلا) تنبيه على أمرين:

أحدهما: اختصاص (من) من بين سائر حروف الجر بالدخول عليهما؛ إذ قال: (من أجل ذا) أي من أجل الاسمية دخلت (من)، ولم يزد على ذلك، فقيه إشارة إلى اختصاص (من) بذلك؛ إذ لو كان دخول غيرها سائغًا عنده لقال: من أجل ذا دخل عليهما حرف الجر، أو نحو هذا من الكلام الذي يعطي عدم الاختصاص بمن.

والثاني: أنه لا علامة لهما عن الاسمية إلا دخول هذا الحرف؛ لأنه قيد وقوعها اسمين بدخول (من)، ولو كان له خاصة أخرى لم يقل ذلك، ولأطلق القول كما أطلق القول في الكاف؛ إذ قال: (واستعمل اسمًا) فلم يقيد؛ لأنها تقع فاعلة، ومفعولة ومضافًا إليها، وداخلًا عليها حروف الجر، فلما أطلق في الكاف، وقيد في غيرها دل تقيده على الاختصاص بما قيد، وهذا حسن من التنبيه، فإن الذي سمع فيهما دخول (من) وحدها كقول ذي الرمة:

وهيف تهيج البين بعد تجاوز ... إذا نفخت من عن يمين المشارق

وقال القطامي:

فقلت المركب لما أن علا بهم ... من عن يمين الحبيا نظرةٌ قبل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015