ذلك في لفظ "حين". قال في "شرح التسهيل": وإنما ألزموه إذا أعربوه بالحركات الياء دون الواو؛ لأنها أخف عليهم؛ ولأن باب الياء في مثل هذا كغسلين أوسع من باب الواو كالسيلَجُون ولأن الواو كانت إعرابا صريحا إذ لم يشترك فيها شيئا فلو لزمت عند الإعراب بالحركات لكان الرفع بالضمة معها كرفعين، وليست الياء كذلك، إذ لم ينفرد بها شيء واحد لوجودها علما للنصب والجر، فعلى هذا تقول: في "سنين" على ما قرر الناظم: أتت عليه سنين حسنة "وإن سنينا يطاع الله فيها لسنين" وفي سنينك كثرة، ولا تسقط النون للإضافة، بل حكمها حكم حين على الإطلاق ومما جاء في ذلك في السماع قول الشاعر -أنشده السيرافي-:
دعاني من نجد فإن سنينه ... لعبن بنا شيبا وشيبننا مرادا
وقول الآخر -وهو كثير عزة-:
حرام على الدهر نضر أمانة ... لذات هوى عندي وإن طال حينها
طوال الليالي ما بقيت وما مضى ... شهور وأيام لها وسنينها
حياتي ما غنت حمامة أيكة ... وما طاوعت يسرى يدي يمينها