وترك بعضًا؟
قال: لا يجزئه. قلت: لم؟ وقد قال الله تعالى: {فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه}. قال: فسكت. انتهى. وهذا إلزام للشافعي حسن غير أن الرازي قد اعتذر عنه بأنه الأصل أيضًا في آية التيمم، التبعيض، فكان الواجب القول به لولا معارضة ما دل على وجوب مسح جميع الوجه من السنة أو الإجماع، فقوي على هذا مذهب الشافعية بعض القوة. وهذا شيء عرض، والمقصود أن هذا الموضع من كلام ابن مالك يعضد ما ذهب إليه الشافعية من إثبات معنى التبعيض على الجملة.
وأما كون الباء بمعنى (عن) وواقعة موقعها فأكثر ما يكون مع السؤال إذا قلت: سألت به، فإنه في معنى سألت عنه. ومنه قوله تعالى: {فاسأل به خبيرًا} أي: عنه. ومنه قول علقمة بن عبدة:
فإن تسألوني بالنساء فإنني ... بصير بأدواء النساء طبيب
وقال ابن أحمر، واسمه عمرو:
تسائل بابن أحمر من رآه ... أعارت عنه أم لم تعارا