قال سيبويه: لأن صدر القناة من مؤنث، وأنشد أيضًا لجرير:

لما أتى خبر الزبير تواضعت ... سور المدين والجبال الخشع

وذلك كثير. فهذا كله إما على أن بعض الشيء كأنه الشيء، فكأن الحال من المضاف لا من المضاف إليه، وإما على توهم إسقاط المضاف اعتبارًا بصحة الكلام دونه؛ ومن هنا أجاز الفارسي في قول الشاعر:

أرى رجلًا منهم أسيفًا كأنما ... يضم إلى كشحيه كفًا مخضبًا

أن يكون (مخضبًا) حال من الهاء في (كشحيه) وهو مضاف، ولكن هفي تقدير: يضم إليه؛ لأنه إذا ضمه إلى كشحيه فقد ضمه إليه، فهو في التقدير حال من المجرور بحرف وهو جائز كما تقدم، وكذلك جعل (مضاعفا) من قوله:

عوذ وبهثة حاشدون عليهم ... حلق الحديد مضاعفًا يتلهب

حالًا من الحديد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015