إني لأمنحك الصدود وإنني ... قسما إليك مع الصدود لأميل
وأنشد أيضا لرؤبة بن العجاج:
إن نزارًا أصبحت نزارًا ... دعوة أبرارٍ دعوا أبرارًا
وهو كثير.
ثم قال: "والثان كابني أنت حقا صرفا" حذف الياء من الثاني للشعر. وهذا مثال المصدر المؤكد لغيره، وهو الذي قال فيه: "لنفسه وغيره" وحقا صرفا صالحان لتوكيد ما قبلهما على الإفراد فكأنهما مثالان في مثال واحد، فتقول: أنت ابني حقا، وأنت ابني صرفا، والصرف: الخالص من كل شيء، الذي لم يمتزج ولا اختلط بغيره. ومن أمثلة ذلك: هذا زيد علما، وأنت عبد الله حقا، وهذا زيد غير ما تقول، وهذا القول لا قولك، وما أشبه ذلك. وجميع هذا يلزم إضمار عامله؛ لأن الجملة قبله تعطي معناه، فامتنع إظهاره، ولكنه مع ذلك منصوب بالفعل المقدر كما تقدم قبل.
والنوع السابع: المصدر المشبه به الواقع على إثر جملة، وذلك قوله:
كذاك ذو التشبيه بعد جملة ... كلي بكا بكاء ذات عضله
يعني أن مثل ما تقدم من المصادر في لزوم حذف العامل المصدر ذو التشبيه،