مشهور اللغات لأنه لم يستثن من جواز الوجهين إلا جمع المذكر السالم. وهذا غير صحيح؛ إذ لا يقال: قام الهندات، إلا فى الشعر، نحو قول أبى عطاء السِّنْدىّ:
عشيّه قام التائحاتُ وشققّتَ
جيوبٌ بأيدى قَأتَمٍ وخدودُ
وأنشد البكرىّ قول الشاعر يصف امرأة:
أَنَاةٌ عَلَى نِيْرين أضحى لِداتُها
بِلينَ بلَاءَ الرّبْطِ وهى جديدُ
أو على لغة من قال: قال فلانة، وهى لا تدخل هنا، ولا حجة له فى قول الله تعالى: {إذ جاءَكَ المؤمناتُ}؛ لأن الذى سَهَّل إسقاط العلامة هنا الفصل بالكاف، أو تقدير ثبات الموصوف المحذوف، وقد مرَّ ذكر حكم الفصل. وقد قيّد فى كتاب التسهيل ما أَطلق ههنا، فقال: «وحكمُها -يعنى التاء- مع جمع التكسير وشبهه وجمع المذكر بالألف والتاء، حكمُها مع الواحد المجازىّ التأنيث». فقيده بجمع المذكر، ولم يقل: والجمع بالألف والتاء.
ولا يقال: لعل مراده بقوله: «من مذكر»، ليس بيانا للسالم، بل هو راجعٌ إلى الجمع حتى كأن قال: «والتاء مع جمع من مذكر سوى السالم كالتاء