الإلحاق بالعمل، ثم قال: «ويخصّ أكثر العرب هذا الإلحاق بمضارع المخاطب الحاضر بعد استفهام» .. إلى آخر ما قال، فتأمل كيف لم يتعرّض لإشراب القولِ معنى الظن.
وقوله: «قُلْ ذا مُشْفِقا»، الإشفاق لغة: الخوفُ، يقال: أشفقت عليه بمعنى خفت. ويقال: أشفقت من كذا، بمعنى حَذِرْتهُ وخِفٍت منه أيضا.
وعلى الناظم بعدُ فى هذا الفصل دَرْكُ من أربعة أوجه:
أحدهما: أن شروط الإعمال فى مذهب الجماعة إذا توفّرت كانت الحكاية جائزة، رجوعًا إلى الأصل فى القول، ولم يلزم الإعمال، قال سيبويه: «وإن شئت رفعت بما نصبت»، يعنى مع اجتماع شروط النصب، كأنه قال: وإن شئت رفعت فى الموضع الذى نصبت فيه. وبين ذلك المؤلفُ فى التسهيل فقال: «فإن عُدشم شرط رجع إلى الحكاية، وتجوز إن لم يعدم». وهذا مملا أعلم فيه خلافًا بين النحويين. وقد تقدّم الوجهين في بيت عمْرو:
* عَلَام تَقولُ الرمْحُ يُثْقِلُ عاتِقِى *
وأنشد ابن خروف:
متى تقولُ خَلَتْ من أَهْلِها الدارُ؟
كأنَّهُمْ بِجَنَاحَىْ طَائِرٍ طَارُوا
فأتى بجملة محكية بعد استكمال الشروط. وليس فى نظم الناظم ما