ووجه الذم: أن يصف شيخًا قد كبر وأسن، ولذلك قال: ظرف عجوز؛ لأن ظرف العجوز متقبض فيه تشنج لقدمه، فلذلك شبه جلد البيضة به للغضون التي فيه، والأولى أن تكون ذمًا لذكره، العجوز والحنظلتين وتصريحه بذكر الخصيتين ومثل هذا لا يصلح في المدح وكان الوجه أن يقول: فيه حنظلتان؛ لأن الواحد والاثنين في باب العدد لا يضافان بل يستعملان بإفرداهما لقوة دلالتهما على المعنى المراد لهما، وإنما يجوز ذلك في الضرورة؛ لأنه إذا قال: حنظلتان فقد علم العدد والجنس، وكذلك إذا قال: حنظلة، وإنما يطلب من الثلاثة فصاعدًا لأنه إذا قال: ثلاثة علم العدد فقط، ولم يعلم الجنس فلذلك وجبت الإضافة، ليعلم الجنس، كما علم العدد.

قوله: (عندي غلام يخبز الغليظ والرقيق فإذا قلت الجردق قلت الرقاق؛ لأنهما اسمان)

قال الشارح: الرقيق ضد الغليظ، وهما منقولان من اسم المفعول، كما حكى ابن خالويه، [وفعيل صفة استعملتها العرب على ثمانية أوجه، أحدها: أن تكون أصلاً في بابها لا يذهب بها إلى باب آخر، كطريف وشريف وكريم، والثاني: أن تكون بمعنى مفعول، كقولهم: عليم بمعنى عالم، وقدير بمعنى قادر، والثالث: أن تكون بمعنى مفعول، كقولهم: قتيل بمعنى مقتول، وجريح بمعنى مجروح، والرابع: أن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015