قال الشارح: الخلف، بفتح اللام: الولد الصالح، يبقى بعد الإنسان.
(وخلف سوء) بإسكان اللام: الخلف الطالح، وهو ضد الصالح، والخلف من يجيء بعد، يعني بعد القرن، ولا يكون الخلف، بسكون اللام إلا من الأشرار، ولا يكون الخلف بفتح اللام إلا من الأخيار في الأكثر، والجمع فيهما: أخلاف وخلوف.
ويقال: (سكت ألفًا ونطق خلفًا) أي: سكت عن ألف كلمة، ثم تكلم بالخطأ، ونطق خلفًا، أي: بخلف، فلما سقط الخافض منهما تعدى الفعل فنصب.
والخلف: الرديء من القول، ويروى: أن الأحنف بن قيس كان يجالسه رجل يطيل الصمت حتى أعجب به الأحنف، ثم أنه تكلم فقال للأحنف: يا أبا بحر أتقدر أن تمشي على شرف المسجد، فتمثل الأحنف بشعر الهيثم بن الأسود النخعي:
(وكائن ترى من صامت لك معجب ... زيادته أو نقصه التكلم)
وبعده:
(لسان الفتى نصف ونصف فؤاده ... فلم تبق إلا صورة اللحم والدم)