كالهلال"1، "وقيل: لا تضامون، بالتشديد، أي: لا ينضم بعضكم إلى بعض كما يتضام الناس عند رؤية الشيء الخفي كالهلال"2، فالمعنى: "لا يلحقكم ضير ولا ضيم"3، وهذا كله "بيان لرؤيته في غاية التجلي والظهور بحيث لا يلحق الرائي ضير، ولا ضيم كما يلحقه عند رؤية الشيء الخفي، والبعيد، والمحجوب، ونحو ذلك"4.
إلى أمثال هذه الأحاديث التي يخبر فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ربه بما يخبر به، فإن أهل السنة والجماعة يؤمنون بذلك كما يؤمنون بما أخبر الله به في كتابه العزيز من غير تحريف، ولا تعطيل، ومن غير تكييف، ولا تمثيل.
وقد تقدم تفصيل هذا، وبيانه، ولله الحمد.
بل هم وسط في فرق الأمة، كما أن الأمة هي الوسط بين الأمم.
وبيان هذا أن "أهل السنة والجماعة في الإسلام كأهل الإسلام في أهل الملل"5، وسيأتي ذكر نماذج لوسطية أهل السنة في بعض مسائل العقيدة، وليس ذلك خاصاً بهذه الأبواب التي ذكرها المؤلف رحمه الله، بل هم "كذلك في سائر أبواب السنة هم وسط، لأنهم متمسكون بكتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وما اتفق عليه السابقون الأولون من المهاجرين، والأنصار، والذين اتبعوهم بإحسان"6، فهم، ولله الحمد "متوسطون في جميع الأمور"7.