الأولى: من أنكر أن يُحِبَّ الله عباده، أو يحبه عباده، وهذا مذهب الجهمية، فقد "أنكرت الجهمية حقيقة المحبة من الطرفين"1.
الثانية: من أثبت محبة العبد ربه، وأنكر محبة الله لعباده، وهذا قول الأشعرية2، "وطائفة أخرى من الصفاتية"3، وهم من يثبت لله – تعالى – الصفات في الجملة.
"ثم هؤلاء الذين أنكروا حقيقة المحبة لم يمكنهم إنكار لفظها؛ لأنه جاء في الكتاب، والسنة"4، فأول الجهمية محبة العبد ربه"بعبادته، وطاعته، وامتثال أمره، أو محبة أوليائه"5، وأما محبة الله – تعالى – لعباده فقد"تأول الجهمية، ومن اتبعهم من أهل الكلام – محبة الله لعبده على أنها الإحسان إليه، فتكون من الأفعال، وطائفة أخرى من الصفاتية قالوا: هي إرادة الإحسان"6.
وقوله: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [النمل: 30] .
وقوله: {رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا} [غافر: 7] .
وقوله: {وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا} [الأحزاب: 43] .
وقوله: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ} [الأعراف: 156] .
وقوله: {كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ} [الأنعام: 54] .