...
بسم الله الرحمن الرحيم
افتتحت هذه الرسالة المباركة بالبسملة، وافتتاح الرسائل، والكتب، والمؤلفات بالبسملة مما جرى عليه عمل العلماء خلفاً، وسلفاً تأسياً بكتاب الله – تعالى – واتباعاً لسنة النبي صلى الله عليه وسلم.
والبسملة "جملة تامة: إما اسمية على أظهر قولي النحاة، أو فعلية"1. وقد اختلف النحاة، وأهل اللغة في تقدير متعلق البسملة، فمن "الناس من يضمر في مثل هذا: ابتدائي بسم الله، أو: ابتدأت بسم الله"2.
والأحسن إضمار ما يناسب الحال، "لأن الفعل كله مفعول بسم الله ليس مجرد ابتدائه، كما أظهر المضمر في قوله: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} [العلق: 1] !، وفي قوله {بِسْمِ اللهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا} [هود: 41] ...."3.
فالمناسب هنا أن يقدر متعلق البسملة: بسم الله اقرأ بالنسبة للقارئ.
الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى، ودين الحق،
ثم ذكر بعد البسملة الحمد، وذلك لأن "الحمد مفتاح كل أمر ذي بال من مناجاة الرب، ومخاطبة العباد"4. و"الحمد: هو الإخبار بمحاسن المحمود مع المحبة له"5. و"ذكر الحمد بالألف، واللام التي