الاختصاص بما له من الصفات التي لا يماثله شيء من المخلوقات في شيء من الصفات"1، فإنه "يمتنع أن يماثله فيها شيء"2.

وبهذا جاءت الأدلة فإن "الله – سبحانه – موصوف بالإثبات، والنفي. فالإثبات كإخباره أنه بكل شيء عليم، وعلى كل شيء قدير، وأنه سميع بصير، ونحو ذلك، والنفي كقوله: {لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ} [البقرة: 255] "3.

ويسلك أهل السنة والجماعة فيما ينفونه، ويثبتونه في باب الأسماء، والصفات طريقة الرسل، فإن الرسل – عليهم صلوات الله – جاؤوا بإثبات مفصل، ونفي مجمل"4، "فهذه طريقة الرسل، وأتباعهم من سلف الأمة، وأئمتها"5.

و"هي ما جاء بها القرآن، والله – تعالى – في القرآن يثبت الصفات على وجه التفصيل، وينفي عنه على طريق الإجمال التشبيه، والتمثيل، فهو في القرآن يخبر أنه بكل شيء عليم، وعلى كل شيء قدير، وأنه عزيز حكيم، غفور رحيم، وأنه سميع بصير، وأنه غفور ودود، وأنه – تعالى – على عظم ذاته يحب المؤمنين، ويرضى عنهم، ويغضب على الكفار، ويسخط عليهم، وأنه خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش، وأنه كلم موسى تكليماً، وأنه تجلى للجبل فجعله دكاً، وأمثال ذلك، ويقول في النفي:

{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيء} [الشورى: 11] ، {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} [مريم: 65] ، {فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلّهِ الأَمْثَالَ} [النحل: 74] ، {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الإخلاص: 1 – 4] فيثبت الصفات، وينفي مماثلة المخلوقات"6.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015