صفاته، فإن المتكلم "إذا كمل علمه، وقدرته، وإرادته كمل كلامه"1، وهذه الأوصاف كلها ثابتة للرسل – صلوات الله وسلامه عليهم – فضلاً عن ثبوتها له – جل وعلا-. فإن"البيان التام هو ما بينه الرسول صلى الله عليه وسلم، فإنه أعلم الخلق بالحق، وأنصح الخلق للخلق، وأفصح الخلق في بيان الحق، فما بينه من أسماء الله، وصفاته، وعلوه، وفوقيته هو الغاية في هذا الباب"2.

"ولهذا أجمع أهل الملل قاطبة على أن الرسل معصومون فيما يبلغونه عن الله – تبارك وتعالى – لم يقل أحد قط إن من أرسله الله يكذب عليه، وقد قال – تعالى – لم يقل أحد قط إن من أرسله الله يكذب عليه، وقد قال – تعالى – ما يبين أنه لا يقر كاذباً عليه قال – تعالى –: {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيل لأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِين ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ} [الحاقة: 44-47] "3. فدل هذا على وجوب التسليم، والانقياد لما جاءت به الرسل – صلوات الله وسلامه عليهم-.

{سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الصافات: 180 – 182] فسبح نفسه عما وصفه به المخالفون للرسل، وسلم على المرسلين، لسلامة ما قالوه من النقص، والعيب.

في هذه الآية الكريمة قال الله – تعالى –: " {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ} [الصافات: 180] أي: عما يصفه الكفار المخالفون للرسل، {وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ} [الصافات: 181] ؛ لسلامة ما قالوه من النقص،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015