ما أنا عليه اليوم وأصحابي" 1 صار المتمسكون بالإسلام المحض الخالص عن الشوب هم أهل السنة والجماعة، وفيهم الصديقون، والشهداء، والصالحون، ومنهم أعلام الهدى، ومصابيح الدجى، أولو المناقب المأثورة، والفضائل المذكورة، وفيهم الأبدال، وفيهم أئمة الدين الذين أجمع المسلمون على هدايتهم، وهم الطائفة المنصورة الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خالفهم، ولا من خذلهم حتى تقوم الساعة "2. فنسأل الله أن يجعلنا منهم، وأن لا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا، ويهب لنا من لدنه رحمة إنه هو الوهاب.
وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
في هذا بيان أنه لا تستحق فرقة من فرق الأمة وصف النجاة من النار "إلا فرقة واحدة، وهم أهل السنة والجماعة"3، وذلك أنه "ليس لهم متبوع يتعصبون له إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم أعلم الناس بأقواله، وأحواله، وأعظمهم تمييزاً بين صحيحها، وسقيمها، وأئمتهم فقهاء فيها وأهل معرفة بمعانيها، واتباعاً لها تصديقاً، وعملاً، وحباً، وموالاة لمن والاها، ومعاداة لمن عاداها"4.
وقد سبق الكلام في أول هذه الرسالة عن سبب تسميتهم بأهل السنة والجماعة، وبالفرقة الناجية المنصورة سلك الله بنا سبيلهم، وهدانا إلى طريقهم إنه بر جواد كريم.