والجماعة في هذه العقيدة تحريراً بالغاً دقيقاً، حتى قال: "قد أمهلت كل من خالفني في شيء منها ثلاث سنين، فإن جاء بحرف واحد عن أحد من القرون الثلاثة التي أثنى عليها النبي صلى الله عليه وسلم يخالف ما ذكرته فأنا راجع عن ذلك"1. ولقد عدل – رحمه الله – عن استعمال بعض الألفاظ المشتهرة كالتحريف والتشبيه ونحوهما، لكونها ليست في الكتاب والسنة، وإن كان قد يعنى بها معنى صحيح2.
4- أنه على صغر حجم هذه العقيدة المباركة إلا أنها اشتملت على غالب مسائل الاعتقاد، وأصول الإيمان، إضافة إلى بيان المسلك العملي الخلقي لأهل السنة والجماعة.
ولقد حظيت هذه العقيدة بالقبول عند أهل العلم قديماً وحديثاً، فأثنى عليها أهل العلم، وذكروها بالجميل، فقال الذهبي – رحمه الله – في كلام له على هذه الرسالة: "وقع الاتفاق على أن هذا معتقد سلفي جيد"3، وقال ابن رجب – رحمه الله –: "وقع الاتفاق على أن هذه عقيدة سنيّة سلفية"4، وقال عنها الشيخ عبد الرحمن السعدي – رحمه الله-: "جمعت على اختصارها، ووضوحها جميع ما يجب اعتقاده في أصول الإيمان، وعقائده الصحيحة"5.