ومن دلائل خيريتهم رضي الله عنهم أن "كل خبر فيه المسلمون إلى يوم القيامة من الإيمان، والإسلام، والقرآن، والعلم، والمعارف، والعبادات، ودخول الجنة، والنجاة من النار، وانتصارهم على الكفار، وعلو كلمة الله فإنما هو ببركة ما فعله الصحابة الذين بلغوا الدين، وجاهدوا في سبيل الله"1 – فرضي الله عنهم وسلك بنا سبيلهم – لا كان، ولا يكون مثلهم.
ومن أصول أهل السنة التصديق بكرامات الأولياء، وما يجري الله على أيديهم من خوارق العادات في أنواع العلوم، والمكاشفات، وأنواع القدرة، والتأثيرات، كالمأثور عن سالف الأمم في سورة الكهف، وغيرها، وعن صدر هذه الأمة من الصحابة، والتابعين، وسائر قرون الأمة، وهي موجودة فيها إلى يوم القيامة.
وبيان هذا أن كرامات الأولياء هي ما يكون للمؤمنين المتقين من الأمور الخارقة للعادة، فإن الكرامة هي "الأمر الخارق للعادة"2. وأما أولياء الله فإنهم " {الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ} [يونس: 63] ، فقد أخبر الله – سبحانه – أن أولياءه هم المؤمنون المتقون"3، وذلك في قوله – تعالى-: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ} [يونس: 62 – 63] ، وهي إنما سميت بهذا الاسم؛ لأن الله يكرم"بها أولياءه المتقين"4.