رأسك، وقل تسمع، واشفع تشفع، فأقول: أي ربي أمتي، فيحد لي حداً فأدخلهم الجنة، ثم أنطلق فأسجد، فيحد لي حداً، ذكر هذا ثلاث مرات.... "1"2.
وهذا هو المقام المحمود الذي اختص الله به محمداً صلى الله عليه وسلم3، فإن تأخر الأنبياء آدم، ومن بعده "عن الشفاعة لم يكن لنقص درجاتهم عما كانوا عليه، بل لما علموه من عظمة المقام المحمود الذي يستدعي مغفرة الله للعبد، وكمال عبودية العبد لله، ما اختص الله به من غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ولهذا قال المسيح: "اذهبوا إلى محمد عبد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر "4 فإنه إذا غفر له ما تأخر لم يخف أن يلام إذا ذهب إلى ربه ليشفع"5.
وأما الشفاعة الثانية: فيشفع في أهل الجنة أن يدخلوا الجنة، وهاتان الشفاعتان خاصتان له.
وقد ثبت هذا بما في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة، وفيه يجيء أهل الجنة آدم، ومن بعده كحديث الشفاعة الكبرى يطلبون منهم أن يستفتحوا لهم، ثم يأتون محمداً صلى الله عليه وسلم، فيقوم، فيؤذن له، ويدل له أيضاً ما في صحيح مسلم من حديث أنس، وفيه قوله صلى الله عليه وسلم: "أنا أول شفيع في الجنة" 6.
ومن الشفاعات الخاصة به صلى الله عليه وسلم شفاعته في عمه أبي طالب "بسبب نصرته، ومعونته فإنه تنفعه شفاعته في تخفيف العذاب عنه لا في إسقاط