ويدل عليه أيضاً ما في"حديث ابن عباس في قصة الجريدتين لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا1، فجعل التخفيف مقيداً برطوبتهما فقط"2.
"والنوع الثاني إلى مدة ثم ينقطع، وهو عذاب بعض العصاة الذين خفت جرائمهم فيعذب بحسب جرمه، ثم يخفف عنه كما يعذب في النار مدة، ثم يزول عنه العذاب"3.
فتعاد الأرواح إلى الأجساد، وتقوم القيامة التي أخبر الله بها في كتابه، وعلى لسان رسوله، وأجمع عليها المسلمون،
وعود الأرواح إلى الأجساد إنما يكون بعد نفخة القيام، "والقرآن قد أخبر بثلاث نفخات: نفخة الفزع ذكرها في سورة النمل في قوله: {وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَن شَاء اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ} [النمل: 87] . ونفخة الصعق والقيام، وذكرهما في قوله: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَن شَاء اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ} [الزمر: 68] "4.
وقد أخبر – جل شأنه – "بإحياء الموتى، وقيامهم من قبورهم في غير موضع، وقرر – سبحانه – معاد الأبدان بأنواع من التقرير"5، فثبوت المعاد معلوم "بالاضطرار من دين الإسلام"6.