المداد، والورق غير مخلوق، بل كل ورق، ومداد في العالم فهو مخلوق، ويقال أيضاً: القرآن الذي في المصحف كلام الله غير مخلوق، والقرآن الذي يقرؤه المسلمون كلام الله غير مخلوق"1.

وأن الله تكلم به حقيقة، وأن هذا القرآن الذي أنزله على محمد صلى الله عليه وسلم هو كلام الله حقيقة لا كلام غيره، ولا يجوز إطلاق القول بأنه حكاية عن كلام الله، أو عبارة عنه،

في هذا الرد على كل من الكلابية، والأشعرية حيث جعلوا تسمية القرآن "كلاماً لله مجازاً، لا حقيقة"2. و"قالوا: إن الحروف تسمى كلاماً مجازاً، أو بطريق الاشتراك بينها وبين المعاني؛ لأنها وإن سميت كلاماً بطريق الاشتراك فالكلام عندهم، وعند الجماعة لابد أن يقوم بالمتكلم، فيصح على حد قولهم أن تكون الحروف، والأصوات كلاماً للعباد حقيقة لقيامها بهم، ولا يصح أن تكون كلاماً لله حقيقة؛ لأنها لا تقوم به عندهم بحال"3.

وهنا قولان ضالان في مسألة القرآن الكريم:

الأول: قول ابن كلاب حيث "قال: الحروف حكاية عن كلام الله، وليست من كلام الله؛ لأن الكلام لابد أن يقوم بالمتكلم، والله يمتنع أن يقوم به حروف، وأصوات فوافق الجهمية، والمعتزلة في هذا النفي"4.

الثاني: قول الأشعري حيث قال: إن القرآن "عبارة عن كلام الله"5، و "دلالة عليه"6.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015